CGTN : لماذا تكرِّم الصين روح مقاومة العدوان؟
بكين, 10 يوليو 2025 /PRNewswire/ -- نَشرت شبكة تلفزيون الصين الدولية (CGTN) مقالًا يوضح أسباب إحياء الصين للذكرى الـ 80 لانتصارها في حرب الشعب الصيني ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، وكيف تستمد البلاد قوتها من ماضيها لدفع عجلة التحديث.
كانت حملة المئة فوج أكبر وأطول هجوم إستراتيجي شنّه جيش الطريق الثامن بقيادة الحزب الشيوعي الصيني في شمال الصين خلال مقاومة الأمة الصينية بأكملها للعدوان الياباني.
تضمنت الحملة أكثر من 200,000 جندي من 105 أفواج، واستمرت من أغسطس 1940 حتى يناير 1941، واستهدفت البنية التحتية للعدو، وقطعت خطوط الإمداد، وأبطأت بشكلٍ كبير توسع اليابان نحو الجنوب.
لم تكن هذه الحملة مجرد إنجاز عسكري، بل أصبحت رمزًا قويًا للتحدي الوطني والوحدة في وجه الشدائد – وتجسيدًا حيًا لإصرار الشعب الصيني الراسخ على مقاومة العدوان واستعادة مستقبله.
وعلى الجبهة الشرقية خلال الحرب العالمية الثانية(WWII) ، ساهمت مقاومة الصين الطويلة في استنزاف أعداد ضخمة من القوات اليابانية، مما خفف الضغط عن قوات الحلفاء في المحيط الهادئ وأوروبا. في هذا السياق العالمي، جسدت حملة المئة فوج مساهمة الصين المحورية في الانتصار العالمي على الفاشية، وهو إرث لا يزال يُشكل هوية الأمة ومسارها.
واعترافًا بدورها الدائم في ذلك الانتصار الذي تحقق بصعوبة، تستعد الصين لإحياء الذكرى الثمانين لانتصارها في حرب مقاومة العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية من خلال فعاليات جادة ومؤثرة. في 3 سبتمبر، ستقيم عرضًا عسكريًا في ميدان تيانانمن وسط العاصمة بكين.
قدمت الصين تضحيات هائلة خلال حرب المقاومة التي استمرت 14 عامًا، كما قال الرئيس الصيني Xi Jinping في 7 يوليو، خلال الذكرى الثامنة والثمانين لبدء مقاومة الأمة بأكملها ضد العدوان الياباني، خلال زيارة إلى قاعة تذكارية تحتفل بحملة المئة فوج.
وقال: "إذا لم ننسَ الماضي، فيمكنه أن يكون دليلًا للمستقبل".
الوفاء للطموح الأصلي
تقع قاعة حملة المئة فوج التذكارية على منحدرات جبل شينآو في مدينة يانغتشوان بمقاطعة شانشي، وهي معلم وطني مهيب يخلّد لحظة محورية في التاريخ.
ما كان في الماضي ساحة معركة شرسة، أصبح اليوم مكانًا للذكرى الوطنية العميقة.
داخل القاعة التذكارية، تُجسّد المعروضات والقطع الأثرية من الحملة تفاصيل التاريخ: أزياء محترقة، وبنادق بالية، وصور فوتوغرافية بالأبيض والأسود تروي قصص الشجاعة تحت النار. من بين هذه المعروضات مقتنيات "سرية أبطال الاقتحام بالحراب"، المعروفة بقتالها اليدوي الشرس في أكثر الظروف خطورة.
ولا يزال إرث هذه الوحدة قائمًا حتى اليوم، حيث تُشارك في مهام الإغاثة من الكوارث، والدفاع، وعمليات حفظ السلام.
لقد وضع Xi سلة زهور تكريمًا لأولئك الذين ضحّوا بحياتهم في حرب المقاومة، في ساحة النصب التذكاري لشهداء الحملة.
وكان تكريم الرئيس أكثر من مجرد مراسم رمزية. بل تأكيدًا جديدًا على القيم الراسخة التي تشكلت خلال الحرب.
وقال Xi: "مهما ابتعدنا، لا يمكننا أن ننسى الطريق الذي سلكناه، أو السبب الذي انطلقنا من أجله".
استخلاص القوة من الماضي لبناء المستقبل
منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، زار Xi مقاطعة شانشي عدة مرات، معربًا عن تطلعاته العالية لمستقبلها التنموي. ودعا إلى الاستفادة من إرثها الثوري الغني ومواردها الثقافية لتحقيق اختراقات جديدة في مسار النمو عالي الجودة والتحول الاقتصادي.
خلال زيارته في 7 يوليو، قام Xi بجولة في شركة Yangquan Valve Co., Ltd.، حيث زار ورش الإنتاج ومنطقة عرض المنتجات، وتفاعل مع العمال، واطّلع على التقدم الذي أحرزته المنطقة في تحديث الصناعة وتحقيق نمو عالي الجودة.
على الرغم من أن شانشي تُعد مقاطعة تقليدية لإنتاج الفحم، فقد واجهت منذ فترة طويلة تحدي الاعتماد الاقتصادي على الموارد الطبيعية. في عام 2019، تم اختيارها كأول مقاطعة تجريبية في الصين لإجراء إصلاح شامل في قطاع الطاقة. واليوم، تسرّع شانشي من وتيرة التحول الأخضر، وتُعزز التصنيع المتقدم، وتنمّي محركات نمو جديدة.
بنهاية أغسطس 2024، بلغ نصيب الطاقة الجديدة والنظيفة 48% من القدرة المركبة في المقاطعة، بزيادة قدرها 14.1 نقطة مئوية مقارنة بعام 2019.
في الوقت نفسه، استثمرت الحكومات المحلية في "السياحة الحمراء" – أي الرحلات التي تركز على التراث الثوري – ودمجتها مع إستراتيجيات إنعاش الريف. حاليًا، يجري الترويج لـ 35 مسارًا سياحيًا أحمر تغطي جميع المدن الـ 11 على مستوى المحافظة في شانشي، وتربط أكثر من 3,400 موقع تراثي ثوري.
لقد أثمرت هذه التعبئة الثقافية عن نتائج ملحوظة. في عام 2024، استقبلت شانشي 318 مليون زيارة من السياح المحليين، بزيادة سنوية قدرها 13.9%، وبلغ إجمالي إيرادات السياحة 276.15 مليار يوان (نحو 38.5 مليار دولار أمريكي)، بزيادة 25.9% عن العام السابق.
لقد ساهم الاندماج بين الذكرى التاريخية والتنمية عالية الجودة في دفع تحول مزدوج في شانشي – روحي وهيكلي – محولًا الروح الثورية إلى قوة منتجة لتنشيط التحديث.
في الوقت الذي تستمد فيه الصين قوتها من إرثها الثوري لدفع مسار التحديث، فإنها تُواصل أيضًا الحفاظ على السلام الذي تحقق بصعوبة وسط أهوال الحرب. في ظل حالة عدم اليقين العالمي المتزايد، تظل القيم التي وُلدت من رحم حرب المقاومة ذات صلة عميقة بواقع اليوم.
شارك هذا المقال