CGTN : المُحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة في لندن تَحظى بترحيب إيجابي في الأسواق
مع جعل الاجتماع الأول لآلية التشاور الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة في لندن يوم الثلاثاء، نشرت شبكة تلفزيون الصين الدولية (CGTN) مقالًا يناقش أهمية هذه المحادثات المرتقبة والتوقعات العالمية المرتبطة بها. كما يسلط المقال الضوء على موقف الصين ونهجها تجاه المحادثات التجارية، مؤكدًا على أهمية التعاون الصيني-الأميركي في تحقيق نتائج تعود بالنفع على كلا الجانبين.
بكين، 12 يونيو 2025 /PRNewswire/ -- من المقرر أن يستمر الاجتماع الأول لآلية التشاور الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة يوم الثلاثاء في لندن بالإضافة إلى يوم ثانٍ من المحادثات.
ويُنظر إلى هذا الاجتماع، الذي يضم مسؤولين بارزين من أكبر اقتصادين في العالم، على أنه خُطوة حاسمة نحو تخفيف التوترات بين البلدين، وإرسال إشارة إيجابية إلى الاقتصاد العالمي.
تأتي هذه المحادثات التجارية المرتقبة بعد أيام فقط من مكالمة هاتفية بين الرئيس الصيني Xi Jinping والرئيس الأميركي Donald Trump. وتهدف المحادثات إلى تنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الزعيمين، ومواصلة تعزيز الحوار والتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية.
يقود نائب رئيس الوزراء الصيني، He Lifeng، الوفد الصيني في لندن، بينما يترأس وزير الخزانة الأميركي Scott Bessent، ووزير التجارة Howard Lutnick، والممثل التجاري Jamieson Greer الوفد الأميركي.
التداعيات الاقتصادية الخطيرة
تُعدّ محادثات لندن نتيجة مباشرة لمحادثات جنيف التي جَرت في مايو، حيث اتفق الطرفان آنذاك على وقف التصعيد في فرض الرسوم الجمركية وإنشاء آلية تشاور لمواصلة المفاوضات.
وقد شَهد اجتماع جنيف أول لقاء وجهًا لوجهٍ بين مسؤولين كبار من البلدين منذ أن فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية باهظة على الصين في أبريل، وردّت الصين بإجراءات مضادة قوية.
لم تقتصر تداعيات تصاعد الرسوم على الإضرار بسلاسل الإمداد العالمية، بل ألحقت أيضًا ضررًا بالاقتصاد الأميركي نفسه، إذ أدت إلى ارتفاع التكاليف، وتراجع الاستهلاك، وزيادة مخاطر الدخول في حالة ركود اقتصادي.
كَشف استطلاع رأي أجرته مؤسسة Harris لصالح وكالة Bloomberg News أواخر مايو أن العديد من الأميركيين بدأوا في تقليص إنفاقهم، وأظهر مسح حديث أجراه Bank of America أن تخصيص الاستثمارات في الأصول الأميركية بلغ أدنى مستوياته منذ نحو عقدين، وأشارت مصادر متعددة، من بينها U.S. Bank وJP Morgan وصندوق النقد الدولي، إلى وجود احتمال بنسبة 40% لوقوع ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.
التعاون هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة
في ظل هذه التداعيات الاقتصادية المقلقة، شدد الرئيس الصيني Xi على أن الحوار والتعاون هما الخيار الصحيح والوحيد أمام البلدين. ووصف محادثات جنيف بأنها خطوة مهمة إلى الأمام نحو حل الخلافات، داعيًا الجانبين إلى الاستفادة بشكلٍ جيد من آلية التشاور الاقتصادي والتجاري والسعي لتحقيق نتائج مربحة للطرفين، بروح المساواة مع احترام مخاوف كِلا الطرفين.
وقال Xi إن الجانب الصيني صادق في نيّته للتعاون، وفي الوقت ذاته مُتمسِّكٌ بمبادئه.
لقد انعكست ردود الفعل الإيجابية في الأسواق نتيجة تصريحات Xi، حيث أظهرت تفاؤلًا متزايدًا بشأن تهدئة التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة. وفي أعقاب المكالمة الهاتفية بين زعيمي البلدين، ارتفع الطلب على الشحن بشكل ملحوظ، مما أدى إلى زيادة في أسعار الشحن البحري، كما سجلت مؤشرات الأسهم الأميركية مكاسب كبيرة، حيث شهدت مؤشرات S&P 500 وناسداك وDow Jones ارتفاعات لافتة.
قال Wu Zewei، الباحث المتخصص في Sushang Bank، إن من المتوقع أن تُعزز محادثات لندن آفاق التعاون الثنائي.
وأوضح أن المحادثات في لندن لن تكون سهلة وتتطلب نقاشات معمقة، لكن محادثات جنيف أرست أساسًا قويًا للتعاون، كما أن الاتصال الهاتفي الأخير بين رئيسي البلدين وفّر توجيهًا واضحًا للمفاوضات المقبلة.
وأضاف Wu: "للتعاون بين الصين والولايات المتحدة إمكانيات كبيرة. وفي المستقبل، ما يزال بإمكان البلدين تحقيق منافع متبادلة ونتائج مربحة للطرفين، مما يُعزز الازدهار المشترك ويخلق حياة أفضل لشعبيهما".
شارك هذا المقال