بينما تعيد تقنيات الذكاء الاصطناعي تشكيل العالم من حولنا، تُركز قطر على تعزيز دور التخصصات العلمية الأساسية، بقيادة برامج مثل "نجوم العلوم" حيث تحقق الابتكارات الإقليمية تأثيرًا عالميًا
الدوحة، قطر, 15 سبتمبر / أيلول 2025 /PRNewswire/ -- في قطر، وعلى امتداد الوطن العربي، تحتدم المنافسة لامتلاك أحدث التقنيات التكنولوجية، وتتعاون الحكومات والجامعات وحاضنات الشركات الناشئة لتحويل المنطقة إلى مركز حيوي للذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من هذا الزخم، إلا أن بعض رواد العلوم والتكنولوجيا ينادون بالعودة إلى قواعد العلم وأساسياته، لا سيما بعد أن كشفت إحدى دراسات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) عن النتائج المترتبة على اعتماد بعض الطلاب لتقنية ChatGPT، حيث أظهروا أدنى مستويات التفاعل الذهني مصحوبا بضعف ملحوظ في الأداء، وذلك مقارنةً بأقرانهم الذين اعتمدوا على محركات البحث أو أولئك الذين لم يلجؤوا إلى أية أدوات على الإطلاق.
البروفيسور فؤاد مراد، أبرز أعضاء لجنة التحكيم في "نجوم العلوم"، يعود في الموسم السابع عشر، حاملاً معه عقودًا من الخبرة لدعم الجيل القادم من المبتكرين العرب.
الدكتور أحمد نبيل، المبتكر البارز ووصيف الموسم التاسع، يعود للمرة الرابعة كعضو ضيف في لجنة تحكيم في الموسم السابع عشر، جامعًا بين تجربته كمبتكر ومرشد.
يلتقط الخريج محمد القصابي لحظة مليئة بالحماس مع المتسابقين الجدد خلال مرحلة اختيار المشاركين في الموسم السابع عشر من "نجوم العلوم".
ندى الخراشي، من المشتركين النهائيين للموسم السادس عشر من "نجوم العلوم"، تعمل في المختبر على تطوير مشروعها خلال مرحلة التنفيذ.
شاهد المبتكرين العرب في الموسم السابع عشر من "نجوم العلوم" وهم يتنافسون على لقب أفضل مبتكر عربي.
وفي موسمه السابع عشر، يعزز "نجوم العلوم" هذه الرؤية، حيث يوثّق البرنامج التعليمي الترفيهي رحلة المبتكرين العرب من الشباب، بينما يسعون لتحويل أفكارهم إلى حلول عملية قائمة على أسس علمية. وبعيدًا عن التعامل مع الذكاء الاصطناعي كمصطلح رنّان، يشدد البرنامج على ضرورة تعزيز الإنجازات بتجارب عملية قائمة على البيانات، والتي أثمرت بالفعل عنتوليد 14 ابتكارًا مدعومًا بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
يعلق البروفيسور فؤاد مراد، أحد أقدم أعضاء لجنة التحكيم والمستشار العلمي في "نجوم العلوم": "الذكاء الاصطناعي ما هو إلا علم تطبيقي. ما تعلمته قبل عامين سيصبح بالياً لا محالة، بينما تظل أساسيات العلوم تشكل حجر الزاوية."
يتماشى هذا المبدأ بشكل وثيق مع استراتيجيات قطر الرامية إلى بناء اقتصاد وطني متنوع قائم على المعرفة. ودعماً لرؤية قطر الوطنية 2030، تواصل الدولة جهودها للاستثمار في البحث العلمي، ودراسة تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والطب. وفي إطار الالتزام بحماية اللغة العربية في ظل الانفتاح الرقمي، أطلقت جامعة حمد بن خليفة مشروع "فنار"، وهو نموذج ذكاء اصطناعي توليدي باللغة العربية، يمكِّن المبتكرين الناطقين بالعربية من استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي بأساليب قائمة على العلم ووفقا للسياق المحدد.
أما على الصعيد العالمي، فالأمر لا يختلف كثيرا، فقد أكد ديميس هاسابيس، الرئيس التنفيذي لشركة "ديب مايند" التابعة لغوغل، والحائز على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2024، أن النجاح في مجال الذكاء الاصطناعي لا يزال يعتمد على إتقان العلوم الأساسية كالرياضيات والفيزياء والأحياء، حيث يعمل الذكاء الاصطناعي كمُعزز قوي للمعرفة، وليس بديلاً عنها.
يشكل هذا النهج بالفعل عمل خريجي برنامج "نجوم العلوم" الذين أثبتوا قدرة الذكاء الاصطناعي على تحويل مجالات بأكملها، عند اقترانه بالمبادئ والأسس العلمية.
نعود إلى الموسم التاسع من "نجوم العلوم"، حيث ابتكر الدكتور أحمد نبيل، المتأهل الكويتي للنهائيات، منظار "كلينس"، الجراحي ذاتي التنظيف، الذي يُعالج تحدي انسداد العدسة في الجراحات طفيفة التوغل. استخدم الجهاز الذكاء الاصطناعي التنبئي، المُعزز بالبيانات الجراحية، لتحري وقت إعاقة الضباب أو السوائل للرؤية، وتفعيل آلية التنظيف قبل حدوث ذلك.
عوضا عن إعادة ابتكار الحلول، يعتمد ابتكار د. نبيل على ممارسات طبية مُثبتة، تم تعزيزها بالذكاء الاصطناعي، وها هو اليوم يقود شركة "الخليج للتقنيات الطبية GMT". في عام 2024، تعاونت شركته مع مايو كلينك لمواصلة تطوير وتسويق "كلينس". لقد جسد د. نبيل من خلال هذا الابتكار، قدرة الذكاء الاصطناعي على تعزيز العملية العلمية، لا على اختزالها.
يتجلى التوافق بين التعليم والابتكار والتوجيه في منظومة مؤسسة قطر واسعة النطاق، حيث تواصل واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وهي مركز عالمي للتقنيات العميقة والفعالة، وعضو في مؤسسة قطر، دعم برنامج "نجوم العلوم" وغيره من الشركات الناشئة، وذلك في إطار مهمتها الرامية إلى بناء مستقبل واعد، حيث تؤثر التكنولوجيا والعلوم بشكل إيجابي على البشرية والطبيعة على حد سواء. وعلى هامش قمة الويب قطر 2025، أطلقت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا برامج مثل "عروض شل حول مستقبل الذكاء الاصطناعي" لدعم مشاريع الاستدامة القائمة على الذكاء الاصطناعي، مما يؤكد على التزام الدولة بتحفيز الابتكار المعزز بالعلم.
يؤمن البروفيسور مراد بأن مستقبل الذكاء الاصطناعي في العالم العربي سيحدده أولئك الذين يتخذون من الأسس العلمية منصة لانطلاقهم. ويشير قائلا: "إن أكثر الأفكار تأثيرًا هي تلك التي تدمج الذكاء الاصطناعي بالمعرفة العميقة في مختلف المجالات. أتوقع أن تشهد المواسم القادمة مزيداً من المشاريع التي لا تقتصر على استخدام تلك التقنيات فحسب، بل ترتقي بها من خلال العلم".
تسعى قطر جاهدة لمواكبة التغيرات العالمية، ورسم ملامح المستقبل، عبر الاستثمار في التعليم، وتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي، والاحتفاء بالمبتكرين الذين يعتمدون الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة.
تابعوا رحلة تطوير المتسابقين لحلول ذكاء اصطناعي مؤثرة في برنامج "نجوم العلوم". للاطلاع على مواعيد البث يرجى زيارة الموقع الإلكتروني starsofscience.com
نبذة عن برنامج "نجوم العلوم":
على مدى 17 عامًا من النجاح، عزّز "نجوم العلوم" - وهو برنامج رائد في مجال الابتكار، وإحدى مبادرات مؤسسة قطر التي تندرج في إطار تلفزيون الواقع التعليمي الترفيهي – مكانته على رأس البرامج التي تروم تمكين المبتكرين من مختلف البلدان العربية من تحويل الأفكار المبتكرة إلى حلول ملموسة، بما يرسي ثقافة الابتكار بين أوساط الشباب العربي. فعلى مدى مساره التي انطلق منذ عام 2009، أسهم البرنامج في تطوير حلول تكنولوجية لمجتمعاتهم تعود بالنفع على صحة الناس وأساليب حياتهم، وكذلك في تطوير فرص اقتصادية لأفراد مجتمعاتهم وتعزيز التنمية المستدامة.
يقوم المتسابقون على مدار إثني عشر أسبوعًا بتطوير وعرض حلولهم عبر تجارب علمية، ضمن مساحة ابتكار مشتركة، مع الأخذ بعين الاعتبار السرعة في التنفيذ والاستفادة من الإرشاد والدعم الذي يقدمه فريق من المهندسين ذوي الخبرة ومطوري المنتجات.
في كل أسبوع، تقوم لجنة من الخبراء بتقييم وانتقاء مشاريع المبتكرين الواعدين ونماذجهم الأولية من خلال جولات الاختبار، ليتم في نهاية المطاف الإبقاء على ثلاثة مشتركين من أجل التنافس على اللقب والجائزة الكبرى. تعتمد التصفيات على مداولات لجنة التحكيم وتصويت الجمهور عبر الإنترنت لتحديد الفائزين بالمركز الأول والثاني في كل موسم.
شارك هذا المقال