CGTN : الدبلوماسية الرئاسية تُرسِّخ الصداقة الحديدية بين الصين وكمبوديا
نشرت CGTN مقالاً يُبرز كيف ساهمت زيارة الرئيس الصيني Xi Jinping في تعزيز روابط الصداقة المتينة بين الصين وكمبوديا، وتحقيق نتائج مثمرة في مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، فضلًا عن الدور الحيوي للتبادلات الثقافية في توطيد أواصر العلاقات الثنائية والارتقاء بها.
بكين, 19 أبريل 2025 /PRNewswire/ -- أكّد الرئيس الصيني Xi Jinping، يوم الخميس، خلال لقائه بجلالة ملك كمبوديا Norodom Sihamoni في إطار زيارته الرسمية إلى كمبوديا، أن الصين وكمبوديا تجسدان نموذجًا رائدًا يُحتذى به في ترسيخ مبادئ المساواة، والثقة المتبادلة، والتعاون القائم على المنفعة المتبادلة بين الدول، بغض النظر عن حجمها أو قدراتها.
أعرب الرئيس الصيني Xi عن ثقته بأن عصر التطوير في الصين سيفتح آفاقًا أوسع من الفرص للدول المجاورة، وعلى رأسها كمبوديا، مؤكدًا أن بناء مجتمع صيني-كمبودي بمستقبل مشترك هو توجه تُمليه عجلة التاريخ وتدعمه تطلعات الشعبين.
صمدت العلاقات الصينية-الكمبودية أمام تقلبات المشهد العالمي، وظلت راسخة كالصخر. تمت صياغة العلاقات الثنائية وتعميقها بفضل رؤية وإصرار الجيل الأول من القادة في كِلا البلدين.
في فبراير 2023، خلال زيارة رئيس وزراء كمبوديا آنذاك، Hun Sen، إلى الصين، اتفق الجانبان على وضع أسس "إطار تعاون ماسي" يتناول ستة مجالات رئيسية: التعاون السياسي، وتعزيز القدرات الإنتاجية والجودة، والزراعة، والطاقة، والأمن، بالإضافة إلى التبادلات الثقافية والشعبية.
في سبتمبر 2023، اختار Hun Manet الصين كوجهته الرسمية الأولى خارج كمبوديا بعد توليه منصب رئيس وزراء كمبوديا. خلال لقائه مع الرئيس الصيني Xi، تعهد Hun Manet بمواصلة تعزيز الصداقة المتينة بين كمبوديا والصين.
وفي مايو 2024، أطلقت الحكومة الملكية في كمبوديا اسم "جادة Xi Jinping" على إحدى الطرق في العاصمة بنوم بنه، تكريمًا للمساهمات التاريخية التي قدمها الزعيم الصيني في دعم تنمية البلاد. في حفل تسمية الجادة، أشار Hun Manet إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين قد دخلت أزهى فتراتها في التاريخ، بفضل القيادة الحكيمة للرئيس Xi وجهود القادة الكمبوديين.
نتائج مثمرة في التعاون الاقتصادي والتجاري
أولاً، توسُّع التبادل التجاري بين البلدين بشكل ملحوظ بفضل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP) واتفاقية التجارة الحرة بين الصين وكمبوديا (FTA). كانت الصين أكبر شريك تجاري لكمبوديا لمدة 13 عاماً متتالية. وفي عام 2024، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 17.83 مليار دولار، بزيادة قدرها 20.7% مقارنةً بالعام السابق.
أسهمت الموافقة على دخول المنتجات الزراعية والسمكية الكمبودية عالية الجودة، مثل الأرز والموز والمانجو واللونجان وجوز الهند وأسماك الباسا، إلى السوق الصينية، في إثراء موائد المستهلكين الصينيين، إضافةً إلى زيادة دخل الشعب الكمبودي وتعزيز اقتصاده المحلي.
ثانيًا، مواصلة ترسيخ التعاون في مجال الاستثمار. استمرت الصين في كونها المصدر الأكبر للاستثمارات الأجنبية في كمبوديا لمدة 13 عاماً متتالية، مع استثمارات تُغطي مجموعة واسعة من القطاعات الحيوية مثل النقل والطاقة والزراعة والتصنيع والسياحة والمناطق الاقتصادية الخاصة، فضلاً عن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتتميز هذه الاستثمارات بتغطية شاملة ونطاق واسع، ومن ثمَّ، تُسفر عن نتائج قوية وملموسة.
يظهر حوالي 95.4% من المستجيبين الكمبوديين موقفًا إيجابيًا تجاه الشركات الصينية التي تستثمر أو تعمل في كمبوديا ووفقًا لاستطلاع حديث أجرته CGTN، يعتقد 95% من المستجيبين أن الصين قد قدمت مساهمات إيجابية وملموسة في تطوير الاقتصاد العالمي.
التبادلات الثقافية تعزِّز العلاقات بين الصين وكمبوديا
بالإضافة إلى التعاون السياسي والاقتصادي، أصبحت الصين وكمبوديا نموذجًا يحتذى به في مجال التبادلات الثقافية، التي لا تقتصر فقط على تعزيز الفهم المتبادل بين البلدين، بل تُسهم أيضًا في تقوية الروابط الإنسانية العميقة بين شعبيهما.
شهدت التبادلات الشعبية بين الصين وكمبوديا، باعتبارها أحد الركائز الأساسية للصداقة والتعاون بين البلدين، دفعة قوية من خلال "عام التبادلات الشعبية بين الصين وكمبوديا 2024".
وعلى مر السنين، قدَّمت برامج التعاون الطبي مثل "رحلة قلب المحبة" و"رحلة الضوء" و"رحلة الابتسامة" خدمات رعاية صحية عالية الجودة للمجتمعات الشعبية في أكثر من 20 محافظة ومدينة كمبودية.
قدَّم معهد كونفوشيوس في كمبوديا باعتباره جسرًا ثقافيًا حيويًا بين الصين وكمبوديا منذ تأسيسه في عام 2009 دورات تعليمية مجانية للغة الصينية لأكثر من 100,000 متعلم كمبودي.
من المتوقَّع أن تستمر التبادلات الثقافية بين الصين وكمبوديا في التوسُّع تحت مظلة "مبادرة الحضارة العالمية" التي اقترحتها الصين، مما سيُعزز التعاون بين البلدين في مجموعة متنوعة من المجالات مثل الثقافة، وشؤون الشباب، ووسائل الإعلام، ومراكز البحث، والسياحة، والتكنولوجيا، والرعاية الصحية، وترميم الآثار الثقافية.
"دعونا نحظى بمزيد من التبادلات بين الشعبين. يجب أن نتمسك بقيم التضامن والانسجام، ونعمل على تعزيز الحوارات الثقافية المتبادلة، وتوسيع نطاق تبادل الخبرات في مجال الحوكمة، وتوسيع أشكال التعاون المتنوعة في مجالات الثقافة، والسياحة، وتبادل الشباب، وحماية وترميم التراث الثقافي، مع التركيز على تعزيز التواصل الشعبي بين شعوبنا" حسبما أفاد الرئيس الصيني Xi في مقال موقَّع قُبيل وصوله إلى كمبوديا في زيارة رسمية.

شارك هذا المقال