شبكة تلفزيون الصين الدولية (CGTN): تقوية العلاقات الصينية السنغافورية لتعزيز التعاون بين البلدين
بكين، 3 أبريل 2023 /PRNewswire/ - وصف رئيس وزراء سنغافورة السيد لي هسين لونج العلاقات الثنائية بين البلدين بأنها "جيدة جدًا" في مقابلة مع China Media Group قبل أسبوعين، وذلك قبل زيارته الرسمية إلى الصين.
إلا أنه قبل اختتام رحلته التي استمرت لأسبوع، كانت العلاقات بين البلدين قد تطورت لتُصبِح علاقة شراكة "شاملة ووطيدة مع آفاق كبيرة في المستقبل" إذ التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ بلي هونغ يو في قاعة الشعب الكبرى في بكين يوم الجمعة.
ووفقًا لتصريحات رئيس الصين، السيد شي جين، تتمتع سنغافورة بأعمق الصلات بعملية الإصلاح الاقتصادي في الصين، إذ تربط البلدين انفتاح على التعاون وتكامل وثيق في المصالح المشتركة.
كما أضاف أن الصين على أهبة الاستعداد لتعزيز التواصل الاستراتيجي والسعي إلى مزيد من التآزر بين الاستراتيجيات مع الجانب السنغافوري لتُصبِح العلاقات "الوطيدة" سمة مميزة للتعاون بين البلدين.
العلاقات بين البلدين نموذجًا يُحتذى به في المنطقة
تتمتع الصين وسنغافورة بعلاقات اقتصادية متعمقة وآخذة في التوسع. منذ عام 2013 وحتى عام 2021، كانت الصين أكبر شريك تجاري لسنغافورة لمدة تسع سنوات متتالية. وواصلت سنغافورة الحفاظ على مكانتها كأكبر مصدر لرأس المال الأجنبي في الصين للعام العاشر على التوالي في عام 2022.
في الفترة من يناير إلى فبراير 2023، بلغ إجمالي حجم الواردات والصادرات للصين وسنغافورة 19.5 مليار دولار، بزيادة 37.6 في المائة على أساس سنوي، وفقًا لبيانات وزارة التجارة الصينية.
علاوة على ذلك، تعد سنغافورة الدولة الأولى من بين الأعضاء العشرة في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تدعم علنًا مبادرة الحزام والطريق (BRI) التي اقترحتها الصين كما أنها عضو في مبادرة أصدقاء التنمية العالمية مجموعة (GDI).
يعد الممر التجاري الدولي الجديد بين الصين وسنغافورة مشروعًا بارزًا للتعاون عالي الجودة بين الصين وسنغافورة، وشهد ممر التجارة البرية والبحرية الدولي الجديد 107000 حاوية معيارية تم نقلها بواسطة قاطرات الشحن متعددة الوسائط برًا وبحرًا اعتبارًا من 23 فبراير من هذا العام، بزيادة 9.25 بالمائة على أساس سنوي.
خلال محادثات يوم الجمعة، أشاد شي بالشراكة المهمة بين الصين وسنغافورة، واصفًا العلاقة بأنها "تطلعية واستراتيجية ومثالية".
وقال الرئيس الصيني إن ذلك لم يساعد فقط في دفع تنشيط التنمية في كل دولة، ولكنه يعد أيضًا نموذجًا يُحتذى لباقي دول المنطقة.
وتعهد شي بأن الصين مستعدة لتعزيز بناء الممر مع سنغافورة. وأضاف أنه ينبغي بذل المزيد من الجهد لتعميق الرقمنة، والتحول للممارسات صديقة البيئة، والتعاون مع الأطراف الخارجية، وتعزيز التبادلات الشعبية بين البلدين.
من جانبه، أعرب لي عن ثقته في حيوية ومرونة الاقتصاد الصيني، مرددًا الرسالة التي أبرزها خلال حديثه في المؤتمر السنوي لمنتدى بواو الآسيوي يوم الخميس.
وقال إن سنغافورة والدول المجاورة الأخرى تتطلع إلى زيادة تعميق التعاون الاقتصادي مع الصين.
عوائد السلام
تم الاحتفاء بآسيا باعتبارها "نقطة مضيئة في المشهد الاقتصادي العالمي القاتم" وأصبحت الحوكمة الاقتصادية العالمية الآن في "اللحظة الآسيوية"، وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن منتدى بواو الآسيوي.
وذكر التقرير أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي المرجح لآسيا في عام 2023 يقدر بنحو 4.5 في المائة، محققًا ارتفاع عن المعدل الذي حققته المنطقة في عام 2022 وهو 4.2 في المائة، مضيفًا أنه من المتوقع أن تتسارع وتيرة النمو الاقتصادي الإجمالي في المنطقة.
وخلال المحادثات مع الزعيم السنغافوري، عزا شي هذا الزخم الإيجابي في المنطقة إلى مسار التنمية الأسيوي الطابع الذي يمتاز بالاستقلال والاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة والانفتاح والشمول والتعاون المُربِح للجانبين.
كما ذكر إنه على خلفية التغيرات العالمية المتسارعة التي لم تشهدها المنطقة منذ قرن من الزمان، يتعين على دول المنطقة أن تعتز بزخم التنمية الذي تم تحقيقه بشق الأنفس لحماية المكاسب المشتركة التي جنتها المنطقة بأسرها بفضل السلام المتحقق فيها.
وحث شي على بذل الجهود لإبقاء التكامل الاقتصادي والإقليمي في مساره الصحيح ورفض محاولات الدفع من أجل "فصل وعزل سلاسل التوريد عن بعضها البعض".
وقال الرئيس الصيني "لا ينبغي السماح لأي دولة بحرمان الآسيويين من حقهم في عيش حياة أفضل وأكثر سعادة".
وقال لي إن سنغافورة تؤمن بضرورة احترام الدول لبعضها البعض، وبقيم التعايش السلمي، والتعاون من أجل المنفعة المتبادلة، وتجنب النزاعات، وتضافر الجهود لمجابهة المخاطر والتحديات.
وقال إنه حتى لو كانت هناك منافسة بين الدول، فيجب أن تقوم على الاحترام والثقة، ولا ينبغي أن يكون هناك انتقاء بين الجانبين.
وفيما يتعلق بمسألة تايوان، أكد لي أن جميع دول العالم تقريبًا تعترف بوجود صين واحدة في العالم، وتسعى لتطوير علاقات ودية وتعاونية مع الصين بناءً على مبدأ الصين الموحدة.
حذر رئيس الوزراء السنغافوري من أن قضية تايوان شأنًا داخليًا للصين، وأن الترويج لـ "أوكرانيا اليوم وتايوان غدًا" سيكون له تبعات وخيمة لا يُحمد عقباها.
شارك هذا المقال